اتضح جليا ضعف آليات قرار الدولة ازاء القرارات الاخيرة التي اعلن عنها مجلس الامن والدفاع القاضية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الامارات واعلانها دولة عدوان اذ سرعان ما تراجعت الدولة وأعلنت عن استئناف العمل القنصلي وما لبث ان تضاربت تصريحات مسؤولي القطاع الاقتصادي حول وقف صادر الذهب إلى الامارات…
وعلى ضوء تصريح وزير الاعلام بأن المصدر الاوسع للدهب هم القطاع الخاص وأفراد … فان هذا يشير بوضوح الى غياب الدولة و تعدد مراكز القوى ودوائر صنع القرار داخل الدولة … هذه الازدواجية في تنفيذ القرارات تشكك في مصداقية الدولة السودانية وتعكس غياب الرؤيا الاستراتيجية لعلاقات السودان الخارجيه .
هيبة الدولة الان على المحك بعد رفض الامارات فتح القنصلية السودانية على اراضيها بعد إعلانها دولة عدوان من قبل السودان رغم أن ذلك يخالف القانون الدولي و اتفاقية فيينا للعمل القنصلي الموقع عليها من قبل الامارات
وهذا يضع الدولة امام خيارات محدوده …
اذ ماهية التدابير و الاجراءات الاحترازية والترتيبات التحوطية التي اتخذتها الدولة لمجابهة تداعيات قرار المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية واعلان الامارات دولة عدوان… وفي ذات السياق التحركات الدبلوماسية الفاعلة لبناء تحالفات اقليمية تدعم موقف السودان ضد دولة العدوان .
السودان يمر بمنعطف تاريخي وم
فصلي وهذا يتطلب ارادة صلبة وقيادة على قدر عالي من التحدي واليات قرار قوية وقرارات مدروسة ورؤيا استراتيجية ومركزية للقرار والتعامل بحزم مع دوائر الفساد داخل مؤسسات الدولة ومراكز النفوذ خارج إطار الدولة .
السودان دولة ذات سيادة وارث تاريخي عظيم ورصيد حافل من المواقف القوية والمشرفة في المحافل الاقليمية و الدولية ولا مجال لأي تخبط او عبثية في اتخاذ القرارات المصيرية وتطبيق القرارات السيادية التي تمس هيبة الدولة وتزعزع كيان الدولة السودانية وتخصم من ارثها وتاريخها.
Source link
