أخبار العالمأخبار محلية

ضل التاية – بروفيسور ابراهيم محمد آدم – تشنجات الحمل والشعر والموسيقى في اطروحة الدكتورة سلمى الكتيابي

نوقشت بكلية الدراسات العليا بجامعة بحري اطروحة دكتوراة للطالبة سلمي عبد الوهاب الكتيابي وكانت عضوية اللجنة كل من الدكتور سامي محمود الخير رئيساً وممتحناً خارجياً والدكتور محمد ميسرة السراج ممتحنا داخلياً والدكتور اسحق آدم مشرفا.
ابانت الدراسة أن مقدمة الارتجاع ما قبل الاكلاسيما أو تشنجات الحمل أو الكلبش او تسمم الحمل من اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الخطير اثناء الحمل وانها من الأسباب الرئيسة للمرض والوفيات لدى الأمهات والمواليد، وان هذه الحالة تتميز بالتهاب جهازي واختلال في وظيفة البطانة الوعائية وقصور في المشيمة ، الا ان الفسيولوجيا المرضية الدقيقة ما زالت غير مفهومة بشكل كامل.
كان اعضاء اللجنة في سمنار ما قبل المناقشة قد بسطوا الموضوع لبقية الحضور وهم من خلفيات غير ذات صلة بمادة البحث. كانت المناقشة حدثا استثنائيا فريدا تداعى اليه الكتياب أهل الدكتورة سلمى ونذكر منهم عميها عبد القادر وعبد المنعم الكتيابي وشقيقتاها اشجان ورزان وزملاء والدها الراحل عبد الوهاب الكتيابي ونذكر منهم البروفيسور النعمة والدكتور عبد الرحمن محمد أحمد وكيل الجامعة التكنولوجية والدكتور أسامة محمد سعيد مدير مركز اللغات والترجمة بجامعة بحري واعضاء هيئة تدريس آخرين رجالا ونساء كلهم جاؤا تضامنا مع ابنة زميلهم العزيز والذي كان له الفضل في أمر تخصيص المستشفى البيطري التعليمي بالكدرو مقراً لكلية الطب البيطري بجامعة بحري والتي كان البروفيسور عبد الوهاب الكتيابي عميدها المؤسس عند الانتقال من جامعة أعالي النيل الى جامعة بحري بعد انفصال جنوب السودان لذلك عندما أعلنت نتيجة المناقشة وحصول سلمى على درجة الدكتوراة اجهش الجميع بالبكاء زملاء الفقيد وآله وجميع من في القاعة والكل يتذكر مآثره.
تحولت المناقشة بعدها إلى ساحة إلقاء شعري عطرها الشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر الكتيابي بروائع شعرية منها قصيدته الشهيرة على كيفي والتي من ابياتها ( أرقع جبتي أو لا ارقعها على كيفي ،اطرزها باللابوب أو ألبسها بالمقلوب على كيفي ،فانا لم انتخب أحدا ولا بايعت من بعد محمد أحدا ولا صفقت للزيف، لماذا أعلنوا اسمي لماذا صادروا سيفي). وكنت انا قد قدمت الفعالية بهذه القصيدة المحببة الي وبالتأكيد لدى كثيرين غيري فهي متعددة المعاني والقراءات ويمكن قراءتها بالوجه أو بالمقلوب وانا هنا اتناولها من زاوية الشكوى من ضيم تعرض له شخصاً لا يستحقه ولعله هنا يذكرني بقريبه الكتيابي الآخر الراحل شبيه ابو القاسم الشابي، التيجاني يوسف بشير في قصيدته المعهد العلمي وهو يقول فيها ( لا زلت اكبر في الشباب ،واغتدي واروح بين بخ ويا مرحى به ، حتى رميت ولست أول كوكب نفس الزمان عليه فضل شهابه، قالوا وارجفت النفوس واوجفت هلعا، وهاج وماج قسور غابه،كفر ابن يوسف واعتدى و بغى ولست بعابيء أو آبه قالوا اقتلوه ،بل اصلبوه ،بل انسفوا للريح ناجس عظمه واهابه ، ولو أن فوق الموت من متلمس للمرء مد إلي من أسبابه) وهناك قصائد من هذا النوع غير مطبوعة للشاعر التيجاني يوسف بشير أراني إياها الشاعر الكتيابي ذات زيارة لي إليه في سكنه لعشر سنوات خلون، ولست أدري هل تمكن من طباعتها أم لا.
وعندما صدر ديواني الأول (أزهار ما بعد الربيع) ذهبت به إلى الأستاذ الراحل القامة السر قدور في مكتبه بصحيفة الخرطوم التي كانت تصدر بالقاهرة،وانا احمل مسودة الديوان كنت أتوقع أن يلقي به في وجهي منتهرا قم من امامي وخذ اوراقك هذه، وانا كنت اضع في مخيلتي حديث السفير الراحل علي ابو سن عن الجاغريو وعتيق ولجنة المصنفات الفنية بالإذاعة ،وقد احتطت أيضاً بأن أعطيت مسودة الديوان للناقد المعروف الشاذلي الفنون لإبداء رأيه وقد أثني عليه وعدل في بعض القصائد واتفقنا على زيارة السر قدور سويا ولكن عندما حان الموعد المضروب فضلت عدم اصطحاب الفنوب حتى اكتم في سري ملاحظات السر قدور حول الديوان وانا أصلا ( الكاتمو في جواي كثير متملك الجوف والعصب).
لدهشتي قرأ السر قدور في المسودة لما يقارب الدقائق العشرة ثم اقتلع نظارته وأطرق وابتسم واعتدل فقال سأكتب المقدمة أن شاء الله،وعندما كتب المقدمة كدت اطير فرحا فقد قال عن شعري أنه شعرا أصيلا غير مصطنع يشبه اشعار عبد القادر الكتيابي والناصر قريب الله فقلت يا الهي الكتيابي مرة واحدة ومن يومها صرت لا اكتب قصيدة الا بعد التأكد أنها جيدة السبك.وقد صدر الديوان بعدها عن دار ميريت في القاهرة . وللأسف فان الكثير من قصائدي لا اعرف مصيرها بعد فاجعة الخرطوم وأفعال تتار العصر الذين اخرجونا من ديارنا بغير حق الا ان نقول ربنا الله وهذه منازلنا،ثم تركوها أما رمادا منبثا أو قاعا صفصفا.وهناك افتقدت قصائدي وأنا من الذين لا يحفظون قصائدهم ولي امل أن انشر ديواني الثاني بما نجا من قصائد على حاسوبي أو هاتفي المحمول قريباً واملي أن يقدم له شاعرنا الكتيابي،وربما أحاول تضمينه قصائد الديوان الاول فقد تبقت منه نسخاً قليلة ومثلي مثل غيري لا وقت لي لاتفرغ للشعر فقد قال استاذي الجليل عبد اللطيف البوني في رثاء صديقه الاديب الراحل عماد الدين ابراهيم صاحب قصيدة ( جينا نخت أيدينا الخضراء فوقك يا ارض الطيبين) يستحيل في السودان أن يحترف الشاعر الشعر أو الدرامي الدراما واي شاعر اليوم أو درامي مهما كان منتوجه الإبداعي لن يأكل منه عيشا ولا بد له من مهنة أخرى.
الفنان والباحث في التراث الغنائي السوداني الأستاذ ياسر المرضي اتحف الجمع باغنيات رائعات للفنان احمد الجابري واغنيات خاصته ولفنانين أخر، وعلاقتي بياسر تمتد لعقد من الزمان تقريبا عندما قدمت له للحصول على بطاقة عضوية نقابة المهن الموسيقية في مصر والتي حصل عليها مصحوبة بثناء على أداءه من قبل المكتب التنفيذي للنقابة ولا زلت اتابع أنشطته في القنوات الإعلامية .من جانبهم فقد استحسن أعضاء اللجنة ذلك التنوع في البرنامج المصاحب لتلك المناقشة،فعلق الدكتور سامي محمود عضو اللجنة على أغنيات الاستاذ ياسر المرضي زوج الدكتورة سلمي قائلاً إنه لحظ عظيم أن يأتي الزوج في نهاية يوم عمل يحمل آلة العود ويهدي زوجته الحانا بينما نعود نحن اختصاصيي النساء والتوليد لنحكي لزوجاتنا كم فقدنا من أمهات وكم جنينا قد سلف و أثنى على اداء الفنان ياسر.
كانت المناقشة حدثا فريداً جمع بين تلك الأنشطة المتنوعة وفرصة للقاء زملاء جامعة بحري بعد طول غياب لاجترار ذكريات احزان الخروج من الديار وحالهم يحاكي اسعار المتنبي ( ليالي بعض الظاعنين شكول طوال ،وليل العاشقين طويل.
يبن لي البدر الذي لا أريده ،ويخفين بدرا ما اليه سبيل) وتلك جريمة شرع الله فيها الاذن بالقتال ردا للظلم ولكن الامل في الله كبير بزوال الغمة فقد أسفر الصبح عن انتصارات عظيمة للقوات المسلحة تمهد الطريق لوطن آمن مستقر معافى.
خالص التهاني للدكتورة سلمى واهلها ولأسرة جامعة بحري وعلى ذراها مدير الجامعة البروفيسور حاتم رحمة الله ولكلية الدراسات العليا بالجامعة وعلى رأسها عميدة الكلية البروفيسور هند عبد العزيز النصري ولكل مجتمع جامعة بحري والسودان.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى