أخبار العالمأخبار محلية

الخنساء مجدي تكتب … حين تسقط الرواية الإماراتية في مستنقع الكوميديا

لا شيء يفضح ضعف الحيلة وسذاجة الرواية مثل أن تتقمص دور “الضحية الذكية”، بينما تُضبط متلبس بارتكاب فصول الجريمة
هذه المسرحية الرديئة. تكشف كيف تُدار ماكينة التضليل من أبوظبي، وكيف تحاول الإمارات أن تُسكت الضجيج حولها، لا بالحجة، بل بالتزوير والاختراع والتشويه.

مشهد أول: تقرير لم يكتمل… واحتفال إماراتي صاخب!

صدر تقرير أممي مبدئي، لم يقل إن الإمارات بريئة، بل أشار إلى “قرائن جدية” على دعمها لميليشيا الدعم السريع المتهمة بجرائم حرب في السودان. لكن من يقرأ في أبوظبي؟ الإعلام الإماراتي هرع إلى قلب الحقيقة، واحتفل كما لو أن التقرير منحها وسام النزاهة! والرهان كان بسيطاً: أن الناس لا يقرأون، أو لا يفهمون، أو أن تكرار الكذبة سيجعلها تصدَّق.

مشهد ثانٍي : فيلم أكشن

ما إن بدأ الضغط الدولي يشتد، حتى خرج علينا نشطاء بن زايد بفكرة تصلح لفيلم من إنتاج سينما شعبية، لا أكثر: “الجيش السوداني يهرّب السلاح عبر الإمارات!”
اختار وبكل براعة أن يمرّر شحنة ضخمة من الذخائر عبر أجواء خصمه، ويهبط بطائرته في مطاراته… للتزود بالوقود!

خمسة ملايين طلقة من عيار 7.62×54 ملم؟
تزن نحو 165 طنًا. تقريباً تحتاج على الأقل إلى طائرتين من طراز أنتونوف 124 أو أربع طائرات إليوشن 76! فهل يعقل أن يغامر “مدير مخابرات” سابق بمثل هذه الكمية الفاضحة، في أراضٍ يعلم أنها تترصد له بالعداء؟!
أم أن الرواية كُتبت على عجل، دون حتى حسابات لوجستية بسيطة؟

حبكة ركيكة…

هل يُعقل أن رجلاً مثل الفريق صلاح قوش، العقل المدبّر و رجل المخابرات الذي يشهد له حتى خصومه بالدهاء يسقط في مطار إماراتي، متلبّساً؟! هل هذه رواية أمنية أم نكتة رمضانية؟

ثم كيف لدولة تدّعي أنها ضبطت “خلية كاملة”، أن تعلن عن رأسها فقط، وتتجاهل بقية أعضائها؟ وكيف تتهم “الجيش السوداني” في سطر، وتغمز “قوش” في سطر آخر، ثم تصمت عن بقيت الشركاء

ما وراء الحبكة… الإمارات في مرآة الحقيقة في حالة عداء مفتوح مع السودان، ليس فقط عبر دعم مليشيا الدعم السريع، بل في محاولات مستميتة لتفكيك الدولة السودانية من الداخل.

هذا السيناريو الركيك ما هو لا هروب بعد فشل المشروع الإماراتي في السودان فشلوا في دعم مليشيا لم تستطع حسم الحرب لصالحهم رغم الدعم المالي والعسكري والسياسي
و حين تتحوّل أبوظبي من “الراعي الإنساني” إلى متهم بالإبادة، و شريك في سفك الدم السوداني، كان لا بد من سيناريو مضاد. لكنّهم اختاروا أسوأ حبكة، وأسخف تنفيذ.
جعلوا من قوش مهرّب ذخائر، ومن السودان بلدًا يرسل طائرة للتموين في أرض خصمه، ثم ينكشف “بالصدفة”!

رسالة إلى أبوظبي: فبركوا بذكاء

إذا كنتم تبحثون عن مخرج، فعلى الأقل اصنعوا حبكة ذكية.
صلاح قوش لا يُعتقل بهذه الطريقة.
والجيش السوداني جيش وطني قومي لديه قنوات رسمية يتلقى سلاحه عبر وزارة الدفاع بعقود رسمية فلا حاجة له لاستخدام طائرات خاصة أو مهربين
والشعب السوداني لن ينسى دعمكم للمليشيا، ولو غيّرتم العناوين ألف مرة.

ختامًا…

من يدعم القتلة لا يمكنه ادعاء البطولة.
ومن يزوّر التقارير لا يُصدّق في مسرحيات الأكشن.
والتاريخ لا يرحم الدول التي تبني نفوذها فوق جماجم الأبرياء.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى