أخبار العالمأخبار محلية

صوت الحق – الصديق النعيم موسى – جنجويد الخدمة المدنية (الكديب) متين ؟؟

ينتابني شعور غريب جداً وأنا أستحضر ما فعلته وزيرة الشباب والرياضة هزار عبد الرسول قُبيل الحرب بأيامٍ فقط، بتوقعيها مذكرة تفاهم مع قوات المليشي المجرم حميدتي حيث تم الإتفاق على إستغلال المليشيات لأرض المعسكرات بسوبا للإستخدام العسكري وجلب المدرعات والقوات. حينها كانت المؤشرات تدلُ على إقتراب الحرب والتحشييد الذي بدأ به حميدتي والأعداد الضخمة التي تم إستحضارها لتنفيذ مخطط الإنقلاب على الدوله.

لم تتوقف أطماع حميدتي في الإنقضاض على الجيش والقوات النظامية فحسب بل خَطّطَ للسيطرة على مؤسسات الخدمة المدنية ساعده على ذلك تقارب وجهات النظر بين الحرية والتغيير المجلس المركزي، ومشروعه الرامي إلى تنفيذ الإنقلاب المدعوم من دويلة الشر، فبدأت مرحلة التغلغل داخل أجهزة الدولة، وقد نجح المتمرد في هذا الأمر بأموال الشعب السوداني التي ولغ فيها، فضمن وبالأموال موالاة موظفين ومسؤولين كبار في الدولة. يحدث كل ذلك وما زالت مؤسساتنا تُعاني من أزمة الجنجويد.

لقد تحدث عضو مجلس السيادة العطا كثيراً في هذا الأمر وأوجز نائب الرئيس عقار عن تطهير الدولة من الجنجويد، ولكن المُشاهد على أرض الواقع يؤكّد هنالك خلل في مؤسسات الدولة نفسها وهذا الخلل لا يقع على عاتق الذين يوالون التمرد ويُكبّلون المؤسسات مما يُساعد على تأزّم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والصحية وحتى الأمنية، أيضًا تتحمل الحكومة الوزر من وجودهم وهطا الأمر خطورته تنعكس في سؤال واحد : مَن يحمي الجنجويد؟ كل ذلك وما زالت أيادي المليشيات تفتك بالسودانيين ليس في المعارك وحدها ولكن في عموم مفاصل الدولة والأخيرة لم تتخذ حتى الآن القرار المناسب في حل الحكومة والتأخير حتماً له تبعاته.

تأخير تشكيل حكومة كفاءات حقيقية يُشجّع أعوان المليشيات ومناصروها في ممارسة أعمالهم العدائية ضد الشعب وحكومته، وعلى مجلس السيادة أن يعي الدرس جيداً فالأعداء هُزموا في أرض المعركة والجيش يبلي بلاءً حسناً وتستمر العمليات العسكرية في صالح الدولة ومؤسساتها الرسمية ولكنهم أي أعوان الجنجويد موجودون ليس في المركز فحسب، إذهبوا للولايات وأفتحوا الباب أمام تطهير الدولة من الأرزقية والمنتفعين الذين ساهم حميدتي في وجودهم.

تحتاج بلادنا لمخلصين يديرون مفاصلها ومؤسساتها الحيوية، فمرحلة الإعمار تحتاج إلى الإنتاج وهذا الإنتاج ليس في الموارد لوحدها وإنما إيجاد عقول منتجة تستفيد من كل الإمكانيات المتاحة التي حتماً تكلف خزينة الدولة مليارات الدولارات ومع ذلك هنالك موارد تكفي لكل ما دمّرته الحرب، ولكنه فقط يحتاج لمفكرين ومبدعين يتنسمون بعبير الوطنية وحب العمل ثم يستخرجون الموارد.

تجربة اليابان ونهضتها عقب القنبلة في هيروشيما وناجازاكي هي تجربة رائعة وفريدة، يكمن الإختلاف فقط في أنَّ اليابان ليس لديها موارد مثل مواردنا ومع ذلك مجحت وأصبحت من الإقتصادات المتقدمة في العالم، أما نحن فبلادنا تذخر بكل مقومات النهضة والصناعة ولكننا فشلنا في إنتاج العقول التي تشرف على هذه المقوّمات، فهل تستفيد حكومتنا من تجربة اليابان أم سيظل الحال على ما هو عليه؟


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى