علي احمد دقاش يكتب : السودانيون في مصر تحديات الهجرة واللجوء
الهجرة مصطلح يشير إلى انتقال الناس أفرادا أو جماعات من موطنهم الأصلي إلى مكان آخر، والاستقرار فيه بشكل دائم أو مؤقت بحثا عن مستوى أفضل للعيش والسكن والأمن.
الان يستخدم مطلحي لجوء ونزوح . اللجوء يقصد به خروج الاشخاص من منازلهم وإجبارهم علي على عبور الحدود الوطنية لبلادهم وتركها ، للعيش في بلاد اخري بصفة مؤقتة اودائمة
كلمة نزوح تستخدم للدلالة علي التحرك من مكان الي اخر داخل الوطن الواحد .
الهجرة مصطلح ذو مدلول ومعني اوسع حيث تطلق علي الحركة من مكان الي اخر داخل الوطن او خارجه لظروف قاهرة .
تعتبر الهجرة تحدي كبير يواجه الانسان حيث غالبا ما يواجه المهاجر وخاصة المهاجرين بسبب التضييق الامني ظروف صعبة و قاسية .
يمكن تحويل الهجرة الي فرصة وسانحة لاحداث تغييرات كبري في المجتمعات البشرية. معظم الرسالات النبوية الكبيرة كانت الهجرة مرحلة من مراحلها . هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة الي المدينة وهجرة سيدنا موسي عليه السلام وهجرة سيدنا ابراهيم ابو الانبياء كلها نماذج لما ذهبنا اليه .
ارنولد توينبي فيلسوف التاريخ و الحضارات البريطاني وصاحب نظرية التحدي والاستجابة يري ان ٢٢ حضارةمن بين ٢٥ تم بنائها نتيجة للاستجابة لتحديات هجرة شعوب وضرب مثل لذلك بالحضارة السومورية والحضارة الفرعونية والحضارة الرومانية.
الحرب الحالية في السودان اجبرت اعداد ضخمة من السودانين علي الخروج من ديارهم في شكل نزوح داخلي او طلب لجوء خارجي في دول الجوار.
التقارير الرسمية تشير الي ان الوجود السوداني في مصر قبل الحرب وبعده قد فاق الستة مليون نسمة وفرت لهم مصر فرص الامن والسكن والعلاج والخدمات الاخري دون بناء معسكرات لجوء منفصلة .
الوجود السوداني في مصر متنوع يغلب عليه النساء والاطفال لكنه يشمل كوادر ذات مهارات وقدرات متنوعة وعالية التاهيل.
اللافت للنظر هو هذا العدد الكبير من الشباب العاطل عن العمل والذي تظهر وسط احيانا بعض الظواهر السالبة.
تمتلئ المقاهي المصرية بشباب سودانين في عمر الانتاج وهم يسهرون حتي الفجر في هذه المقاهي يمارسون انواع مختلفة من العاب التسلية وتدخين الشيشة.
لماذا لا نحول هذه الهجرة الي فرص ايجابية وخاصة للشباب بتحويلهم الي عمالة فنية مدربة يستفيد منها السودان في إعادة الاعمار بعد الحرب.
ادعو السودانين في مصر الي تنظيم انفسهم في شكل مجموعات علي ان تقوم سفارة السودان في مصر فتح قنوات للتواصل مع قطاع الاعمال المصري الحكومي والخاص لتوفير فرص للتدريب والتاهيل في كافة المجالات.
سيستفيد قطاع الاعمال المصرى من القوة العاملة السودانية الان وستفتح له فرص في المستقبل لنقل اعماله التجارية والصناعية الي السودان بعد الحرب وتحقيق ارباح كبيرة في اطار سياسة win_win
انتشار الشباب السوداني العاطل في قهاوي مصر امر محبط ومحزن فيه اهدار للطاقات وتعطيلها.
الهجرة يجب ان تكون فرصة ايجابية للسودانيين
Source link
