أخبار العالمأخبار محلية

عبد الله محمد علي يكتب : مابين إيران وإسرائيل

مايحدث بين إيران وإسرائيل هذه الأيام يعتبر من أهم الأحداث العالمية التي تشهدها الساحة السياسية والامنية والمتابع لتلك الأحداث يجد ان جميع الدول الكبري وذات الثقل العسكري والاقتصادي مهتمة تماما بمتابعة مايحدث ساعة بساعة بل الكثير من تلك الدول أنشأ خلية ادارة ازمة من المختصين لتحليل ورصد التصريحات التي تخرج من الدولتين ومن خلال متابعتي لتلك التصريحات استطيع ان أجمل تحليلي في الآتي:-
اولا،، جمهورية إيران الإسلامية استطاعت ان تكسب المعركة الدبلوماسية تمامآ بل احدثت اختراق كبير في جدار العلاقة الأمريكية الاسرائيلية ويظهر ذلك جليا في التصريحات المتناقضة التي تخرج من افواه الامريكان المدنيين والعسكريين وتعتبر هذه حادثة جديدة في المؤسسات الأمريكية الحاكمة التي كانت في السابق تتوحد في الخطاب في مثل هذه القضايا ،كما ان العلاقات بين أمريكا وتل أبيب بعد حادثة استشهاد هنية التي احدثت لغط ومغالطات بين الاجهزة الأمنية المتمثلة في وكالة المخابرات الأمريكية والموساد اذ تعتقد الوكالة الاميركية انها لم تكن بعلم مسبق وترتيب مشترك مع الموساد في ماجري من استهداف لهنية بايران عكس في مثل ماكان يحدث من تنسيق مسبق بينهما في تنفيذ العمليات السرية ذات الإهتمام المشترك وتعتقد وكالة المخابرات الأمريكية ان نتنياهو اراد من استهداف هنية في إيران استفزازها وجرها لميدان المعركة التي حتما تدخلها أمريكا معها وفق تحالفها الاستراتيجي ضد إيران علما بأن أمريكا لاتريد الدخول في حرب مباشرة مع إيران التي اصبحت لها علاقات استراتيجية ومصالح مشتركة مع روسيا وكوريا والصين،
اما في المحور الاقتصادي استطاعت إيران ان تعمل بنظرية الاستنزاف الاقتصادي ضد إسرائيل ويبدو ان القائمين على امر متابعة ورصد الملف الاسرائيلي من جانب المخابرات الإيرانية قد افلحوا تمامآ التأثر علي مجمل الحياة الاقتصادية الاسرائيلية فكلما تحدثت إيران عن عزمها الرد علي تل أبيب تجد أن حكومة نتياهو زادت من دفاعاتها وطلبت المزيد من أمريكا بل تم قفل الكثير من المصانع الكبري والشركات وجعلت حياة مواطنيها تحت الارض اكثر من التحرك علي باطنها وهذا انعكس سلبا علي الإنتاج والدخل ولشواهد ذلك خسرت إسرائيل اكثر من خمسين مليار دولار لتعزيز قوتها الجوية وتوسعة الرقعة الامنية للسيطرة علي اجوائها كما انها خسرت سبعة مليون دولار نتيجة خروج شركات الطيران وقفل المطارات ثم خسارة اخري لاتقل عن عشرين مليار دولار في القطاع الزراعي وقطاع اليناء والتشييد فضلا عن الاثر النفسي السالب الذي اصاب المواطن الاسرائيلي وجعله يعيش حالة الخوف المستدام وهذا ستكون له عواقبه النفسية علي الطلاب والمراهقيين الذين سيتحلون الي فاقدي وعي مستقبلا لكثرة استعمالهم للمخدرات والكحول التي يتعقدون أنها وسيلة تنسيهم الخوف والهلع كما حالة من الارتباك السياسي والخلافات الداخلية بين مكونات حكومة نتياهو والتي سيكون لها الأثر السالب علي نتيجة الانتخابات المقبلة التي يراهن عليها نتياهو،
اما عن إيران فقد ظلت ثابتة في مبدأ الرد على إسرائيل وتمتاز بخطاب موحد مختصر في التصريحات مجمله جميع المؤسسات السياسية والعسكرية متفقة علي تأديب تل أبيب واخذ الثأر لمقتل الشهيد هنية فضلا عن ذلك تصريحات المرشد التي جعلت الكيان الصهيوني يعيش حالة جنونية ويصرح انه لم يفهم مايفكر فيه المرشد وهم يعلمون ان حديث المرشد في إيران بمثابة التوجيه الذي لايقبل الاستفسار او المراجعة، وعسكريا استطيع القول ان الموقف الإيراني العسكري لايقل قوة عن الموقف الاسرائيلي المدعوم بتقنيات واليات القوات الأمريكية وتعتبر البحرية الإيرانية من اقوي أسلحة البحرية في منطقة الشرق الأوسط وتزيد عليها قوة وتطوير سلاح الجو الإيراني الذي اصبح له رواجا في الاسواق العالمية لتبادل وشراء الاسلحة وقوة بهذا الشكل قطعا لها حلفاء استراتيجيين لن يتركوها لوحدها تقاتل في سوق نخاسة اليهود فلن تكن روسيا ولا الصين ولا كوريا بعيدة عن صديقتها إيران، ،ثم دخول دول منظمة التعاون الإسلامي التي حددت موقفها الإيجابي والداعم لإيران في مؤتمر جدة الذي ابدعت عبره المملكة العربية السعودية وأعلنت وقوفها بقوة مع إيران وكان هذا بمثابة المفاجأة الكبري لأمريكا التي ستففد الكثير من الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط التي ربما تتحول بأكملها الي المعسكر الشرقي عدا دولة الامارات التي لاتستطيع الخروج عن الحرم الاسرائيلي وبالتالي نستطيع أن نقول ان الحراك المضاد الإيراني الاسرائيلي سيحدث مشهد جديد علي خارطة الشرق الأوسط لصالح إيران والذين معها في بناء الحلف الاستراتيجي مابين دول الشرق الأوسط وشمال ووسط أفريقيا وروسيا والصين وكوريا وربما تنضم لهم جنوب أفريقيا


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى