كشف عنها الجيش عقب استرداده منطقة صالحة،، الميليشيا،، جرائم جثث المتحللة

..

صدمة كبيرة، وإدانات عنيفة تهزُّ التايم لاين..

الصمت الدولي يشجع الميليشيا على ارتكاب المزيد من الجرائم..

تجدد المطالبات بتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

صُدم رواد منصات التواصل الاجتماعي داخل وخارج السودان بفيديو مرعب ومخيف لجثث متحللة كشفت عنها القوات المسلحة عند دخولها منطقة صالحة جنوب أم درمان وتحريرها من دنس ميليشيا الدعم السريع، الفيديو الذي ضجّ به التايم لاين حصد مشاهدات عالية رغم بشاعته وفظاعته، وأدان المتداولون له الحادثة التي وصفوها بالجريمة الوحشية التي تضاف إلى سلسلة الجرائم والانتهاكات والمجازر المروِّعة التي ظلت ترتكبها ميليشيا آل دقلو منذ أن حوّلت فوهة بندقيتها إلى صدور المواطنين غيظاً وانتقاماً منهم بعد فشل مشروع سيطرتها وإحكام قبضتها على مفاصل السلطة، وتقويض نظام الحكم في السودان.

تفاصيل الجريمة:
تعود تفاصيل جريمة صالحة التي كشفت النقاب عنها القوات المسلحة، إلى العثور على جثث متحللة داخل صناديق في حي صالحة جنوب مدينة أم درمان بعد أن استعادها الجيش من أيدي ميليشيا الدعم السريع المتمردة، واحكم سيطرته عليها، وبدت الجثث المتحللة وفقاً للفيديو المتداول مُكدَّسةً بصورة بشعة، ومخزَّنة في ظروف غير إنسانية تحكي عن الطريقة التي قُتل بها أصحابها سواءً بدم بارد، أو تحت وطأة التعذيب والحبس الطويل، والصناديق التي وُجِدت داخلها الجثث المتحللة، تشبه إلى حد كبير الأحواض المستخدمة في كليات الطب لتدريس مادة التشريح، الأمر الذي يُرجح فرضية أن تكون هذه الصناديق منهوبة من إحدى الجامعات السودانية التي يدرس فيها طلابُ كليات الطب.

جرائم مستمرة:
ويأتي الكشف عن جريمة الجثث المتحللة في منطقة صالحة بعد نحو ما يزيد من ثلاثة أسابيع من جريمة بشعة نفذتها ميليشيا الدعم السريع في المنطقة نفسها عندما أقدمت على توثيق تصفية 31 شخصاً من مواطني حي صالحة جنوب أم درمان، بينهم أطفال قُصّر، بتهمة الانتماء للجيش السوداني، حيث أظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية عناصر ينتمون لميليشيا الدعم السريع وهم يطلقون النار على مجموعة من الأشخاص في الشارع العام في حي الصالحة، ثم يقومون بعد ذلك بحرق الجثث بواسطة إطارات السيارات الأمر الذي يعزز من اتهامات الميليشيا بضلوعها في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية.

إدانة وامتعاض:
ويُعرب الخبير العسكري العميد دكتور معاوية علي عوض الله عن امتعاضه من استمرار ميليشيا الدعم السريع في ممارسة انتهاكاتها الوحشية، وجرائمها ضد الإنسانية وسط صمت الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية، وقال الجنرال معاوية في إفادته للكرامة إن هذا الصمت الدولي يشجع هذه الميليشيا على ارتكاب المزيد من جرائمها الشنيعة، واصفاً ما اكتشفته القوات المسلحة من جثث متحللة عقب استردادها لمنطقة صالحة جنوب أم درمان، بأبشع الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين منذ اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، ويمكن أن تُصنّف ضمن جرائم الإبادة الجماعية والتي تتحمل مسؤوليتها القانونية والجنائية هذه الميليشيا التي وصفها بالمتوحشة والنهمة للقتل، وطالب الجنرال معاوية دانيال المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، والهيئات القضائية الدولية، بإدانة هذه الميليشيا وتصنيفها جماعةً إرهابية وفرض عليها عقوبات دولية عاجلة.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن جرائم ميليشيا الدعم السريع المرتكبة في منطقة صالحة جنوب أم درمان، تمثل وبحسب مراقبين استمراراً للسلوك والمنهجية التي ظلت تتخذها هذه الميليشيا الإجرامية في حق المدنيين الأبرياء والعزل، وأن غضَّ الطرف عن مثل هذه الجرائم يحفِّز الميليشيا على الاستمرار في انتهاك القانون الدولي، وصدم الضمير الإنساني بالمزيد من الانتهاكات الشنيعة، والجرائم المريعة، ولعل ما يُحمد للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، إصرارها على الاستمرار في مشروع هزيمة ميليشيا آل دقلو ودحرها ومحوها من المشهد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.