أخبار العالمأخبار محلية

الجيش يصل إلى تخومها، بعد عشرة أيام من استباحتها،، النهــود،، العــودة إلى الحــياة

..

انتصارات الجيش في أم صميمة والخوي، أرعبت الميليشيا في النهود..

ثبات الأمير وبقائه في الدار، كان دفعاً لتسريع عجلة الانتصار..

قور: الميليشيا سعت إلى دقِّ أسفين في علاقة الحَمَر والمسيرية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

بشروق شمس اليوم الاثنين الثاني عشر من أبريل 2025م، تكون قد مرت عشرة أيام كاملة منذ اجتياح ميليشيا الدعم السريع مدينة النهود التي تقع على بعد 210 كلم من مدينة الأبيض والتي تمثل قلعةً للعلم والمعرفة، ونافذةً للتجارة والاقتصاد، وسُرّةً للتواصل الاجتماعي تربط كردفان بدارفور، والنهود هي منصة الحكمة والجمال، وقلب كردفان النابض بكل ألوان الحياة،،
عشرة أيام والنهود ترزح تحت وطأة متمردي ميليشيا آل دقلو وأوباش الدعم السريع الذين عاثوا في المدينة الآمنة فساداً وشوَّهوا وجه الجمال فيها، وارتكبوا فيها من الجرائم والانتهاكات ما يفوق حد الوصف، فقد أكد شهود عيان للكرامة أن انتهاكات ميليشيا الدعم السريع في النهود، بلغت مبلغاً لا يقل عن جرائمهم التي نفذوها في ود النورة، والسرحة بولاية الجزيرة، وصالحة جنوبي أم درمان، ومعسكر زمزم بشمال دارفور، جرائم لم يتم التوثيق إلا للقليل منها، وما حدث بعيداً عن أعين الكاميرات لا يمكن وصفه.

صرامة الأمير ورعب الميليشيا:
وطوال أيام الكآبة العشر التي ضربت مدينة النهود، ظلت صور الأمير عبدالقادر منعم منصور، أمير عموم قبائل دار حمر، تتصدر مشهد “السوشيال ميديا” بعد أن فرضت عليه ميليشيا الدعم السريع المتمردة إقامة جبرية في داره التأريخية التي كان قد قرر الاعتصام فيها، ورفض مغادرتها، إيفاءً منه بالحفاظ على إرث أجداده الضارب في جذور العراقة والقدم، ومع ذلك فقد ظلت غيمة الصرامة التي تكتسي ملامحه مؤشراً لكبرياء وهيبة ارتعدت لها فرائص ميليشيا الدعم السريع التي ضربت الحيرة أفكارها الضحلة فعجزت تماماً عن التعامل مع الأمير الراكز، فلا هم قادرون على أن يمسوه بسوء، ولا هم قادرون تركه حُرَّاً طليقاً، فآثروا أن يفرضوا طوقاً على داره، ويضعوه تحت الإقامة الجبرية التي يزينونها بالتقاط صور تفضح حالة الرعب التي تكتنف جوانحهم في حضرة الأمير الوقور، وخشيتهم من مصير مجهول ينتظرهم في دار الفرسان، يرونه بعيداً ونراه قريباً جداً.

بشريات ما قبل التحرير:
وحملت ” دُعاشات” البشرى، أخباراً سارة بوصول القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها إلى تخوم مدينة النهود بعد أن استعادت مناطق أم صميمة والخُوي في الطريق إلى النهود، وكبّدت ميليشيا الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والأنفس، واستولت على العديد من الآليات الحربية بما فيها سيارات إماراتية مصفحة تفضح من جديد مؤامرات ” عيال زايد ” وتدمغ ضلوعهم المباشر في إسناد الجنجويد، ودعم جرائمهم الإنسانية، وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ما انفكوا يرتكبونها في كل أرض وطأتها أقدامهم النجسة، وليست النهود استثناءً مما فعله هؤلاء الأوباش بالمدنيين والمواطنين الأبرياء العزل، ليكون وصول القوات المسلحة والقوات المشتركة إلى تخوم مدينة النهود مؤشراً لنهاية وجود هذه الميليشيا في كردفان في ظل الحراك الكبير الذي يضطلع به متحرك الشهيد الصيَّاد في مختلف المحاور داخل كردفان الغرّة، مسنوداً بالفرق والألوية المختلفة ممثلة في الفرقة الخامسة مشاة الأبيض، والفرقة العاشرة مشاة أبوجبيهة، والفرقة 14مشاة كادقلي، والفرقة 22 مشاة بابنوسة، بالإضافة إلى القوة المشتركة، فما تفعله هذه القوات حالياً في كردفان، أكبر من أن تتحمله ميليشيا الدعم السريع ويستوعبه داعموها من عيال زايد، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

سعادة واعتزاز:
ويبدي الناشط والباحث في تراث وثقافة كردفان، المهندس أحمد سليمان قور سعادته بالأخبار المتواترة عن استعادة مدينة النهود التي قال إن سقوطها في يدي ميليشيا الدعم السريع كان مؤلماً لكل أهل السودان، وأبان في إفادته للكرامة إنه كان واثقاً من أن خسارة النهود ستكون مؤقتة، وما كانت لتحدث لو لا أيدي الغدر التي تدخلت ومارست الخيانة من الداخل بفعل المتعاونين والمرجفين والطابور الخامس، وقال المهندس قور إنه ظل يحذر ويطالب بتأمين مدينة النهود تأميناً شاملاً وكاملاً منذ أن أصبحت أختها مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان في قبضة ميليشيا الدعم السريع، وأعرب المهندس أحمد سليمان قور عن سعادته واعتزازه بالفعالية التي تعاملت بها القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وسرعتها في استعادة مدينة النهود إلى حضن الوطن كأسرع مدينة يتم استردادها من المتمردين منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، مؤكداً أن ما حدث في النهود يرقى إلى جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وزاد: ” لقد قصدت ميليشيا الدعم السريع بالانتهاكات التي ارتكبتها في مدينة النهود أن تمزق ما تبقى من نسيج اجتماعي، وخلق أرضية خصبة للحرب الأهلية، بضرب أسفين في علاقة المسيرية بالحَمَر” وأكد قور أن فأل ميليشيا آل دقلو قد خاب، وأن العلاقة بين الحَمَر والمسيرية ستظل متينة، تعبر فوق الجراحات والمؤامرات التي تقودها هذه الميليشيا التي قال إنها لا تمتلك رؤية سياسية أو برامج لدولة، وإنما تنتهج أسلوب قتل الأبرياء، والسحل، والاغتصاب، والسرقة، والنهب، واختلاق الأكاذيب وتضليل الرأي العام.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الساعات القادمة ستشهد مواكب الفرح الهادرة التي تملأ شوارع مدن السودان المختلفة ابتهاجاً بعودة مدينة النهود ودخولها إلى ” الضل” وباستعادة النهود بريق الأمن والسلام، تكون الفولة وبقية مدن كردفان الكبرى على خط الانتظار الذي لن يطول في رغبة القوات المسلحة والقوات المساندة لها وحرصها على تنظيف كردفان من دنس الميليشيا تمهيداً للانتقال إلى دارفور التي تمثل آخر مسمار سيُدق في نعش ميليشيا الدعم السريع.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى