وزير الخارجية الجديد.. المشي على الأشــواك!!

تنتظره مهمة صعبة فى قيادة الدبلوماسية..
الوزير عمر صديق يواجه ملفات بالغة التعقيد والحساسية..
العلاقات الخارجية مع المنظمات الدولية والإقليمية أبرز الملفات..
توقعات لتنشيط العلاقات الخاملة أفريقيًا ..
تقرير_ محمد جمال قندول
القبول بالمناصب العامة في هذه الأيام أشبه بالمشي على الأشواك وتحديدًا منصب وزير الخارجية الذي قاده منذ اندلاع الحرب ثلاثة وزراء وها هو رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة يعتمد أمس قرار مجلس الوزراء بتكليف السفير عمر محمد أحمد صديق وزيراً للخارجية.
وينتظر السفير عمر الكبير مهمة صعبة خلال الفترة المقبلة لقيادة دفة الدبلوماسية السودانية، وسط توقعات بأن تكون مسيرة الرجل والمواقع التي مثل فيها السودان خير معين في تجربته الجديدة.
المهام المنتظرة
ويرى مراقبون أن وزير الخارجية الجديد عمر صديق، يواجه ملفات بالغة التعقيد والحساسية، تتطلب تحركاً دبلوماسياً مدروساً وفعّالا وفي مقدمتها دعم جهود حكومة الإعمار بعد عامين من الحرب، حيث يتوجب على الخارجية العمل على تأمين شراكات دولية حقيقية تسهم في إعادة البناء.
وفي سؤالنا للصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي حول تكليف السفير عمر صديق بمهام وزير الخارجية في هذا التوقيت الحرج، ذكر أن هذا الاختيار يطرح عدة تساؤلات حول المهام التي تنتظره، والأهداف الكامنة وراء هذا الاختيار.
ويضيف شقلاوي: بالنظر إلى خلفية السفير عمر صديق وعمله الطويل في المنظومة الأممية، فمن الواضح أن أحد أهم الملفات التي تنتظره هي إدارة العلاقات الخارجية للسودان مع المنظمات الدولية والإقليمية.
يأتي ذلك في ظل تعقيدات المشهد السياسي السوداني، والحاجة الماسة إلى بناء جسور من الثقة والتعاون مع المجتمع الدولي وخبرته قد تكون رصيداً مهماً في هذا الجانب.
وأضاف شقلاوي أنه في ظل الأزمة الداخلية التي يعيشها السودان، من المتوقع أن يكون للسفير عمر صديق دور محوري في توضيح موقف الحكومة السودانية للمجتمع الدولي، والسعي لحشد الدعم الإنساني والسياسي اللازمين.
ويتطلب ذلك حسب شقلاوي لدبلوماسية نشطة وقدرة على تقديم رواية مقنعة للأحداث تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية السودانية. وتابع: “عمر” بحسب مقربين منه يمتلك تلك الروية والكاريزما التي تؤهله لذلك.
ويشير شقلاوي الى أنه بالنظر إلى حساسية ملف العلاقات مع دول الجوار الإقليمي، سيكون على وزير الخارجية الجديد مهمة تعزيز التعاون الإقليمي، ومعالجة أي توترات قد تنشأ. فالسودان يقع في منطقة جيوسياسية معقدة، وتوازن علاقاته مع محيطه الإقليمي أمر بالغ الأهمية.
عكس الانتهاكات
وتقول السيرة الذاتية للسفير عمر صديق إنّه من مواليد قرية الدناقلة شرق ود مدني. وتخرج في جامعة الخرطوم، ثم التحق بوزارة الخارجية السودانية، وكان سفيراً للسودان في عددٍ من المحطات أبرزها سويسرا، ألمانيا، بريطانيا، جنوب أفريقيا، ومندوباً دائماً لدى الأمم المتحدة، ومؤخرًا شغل منصب سفير السودان في الصين.
وللرجل اهتمامات فكرية خاصة التاريخ والتوثيق، وله العديد من الإصدارات أبرزها «بكائيات الوجد والصبابة والشوق عند شعراء أغاني الحقيبة في السودان».
ويقول رئيس تحرير صحيفة براون لاند الإنجليزية محمد سعد كامل إنّ الخبرة الدبلوماسية الطويلة التي يتمتع بها السفير عمر صديق الذي عمل سابقاً في بعثات السودان لدى سويسرا، وألمانيا، وبريطانيا، وجنوب أفريقيا، وأيضًا منصب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، تُعد دافعًا مهمًا لتعيينه وزيرًا للخارجية سلفًا للوزير المتمكن د. علي يوسف الشريف.
ويضيف محدّثي أن هذه الخبرة تمكن الوزير الجديد من الإلمام بملفات متباينة ومختلفة عبر علاقات شملت كل أنحاء العالم تقريبًا، لذا يتوقع منه تنشيط العلاقات الخاملة أفريقيًا بالأخص. يضيف كامل: وهذا الملف يعتبر الأهم حاليًا نسبة للنشاط السياسي والاقتصادي الذي يظهر على القارة السمراء والذي أغفله السودان لسنواتٍ طويلة مقابل الاتجاه غربًا. وكذلك تنشيط دور السودان في المنظمات الأممية.
وتوقع الكاتب الصحفي محمد سعد في معرض الطرح تنشيط وزير الخارجية للسفارات العاملة في الدول ذات الأهمية عبر الربط والترويج الاقتصادي للسودان بالتحديد في ملف إعادة الإعمار. وأيضًا استمرار البعثات في عكس الانتهاكات الإنسانية لميليشيا الدعم السريع عبر تنشيط الملحقيات الإعلامية وهي الحلقة الأضعف دائمًا.
أيضًا يتوقع منه وفقًا لحديث كامل متابعة الاتفاقيات الاقتصادية مع دول محورية تهتم بالسودان مثل الصين وروسيا وإيران.
Source link