الخنساء مجدي تكتب … آن الأوان لكسر جدار الصمت


في مشهد دموي يتكرر بلا هوادة أفاق السودان على وقع مجزرة مروّعة جديدة في منطقة الصالحة، ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، التي بات اسمها مرادفًا للرعب
لتُضاف إلى سجلٍ طويل من المجازر والانتهاكات التي طالت الأبرياء في ود النورة ، ودارفور ، والهلالية، وغيرها من المجازر
هذه الجرائم لم تعد مجرد وقائع مأساوية، بل تحوّلت إلى مرأيا تعكس سقوط إنسانية المجتمع الدولي.
هذا المجتمع الذي أنشأ منظمات حقوق الإنسان، ورفع شعارات حماية المدنيين، لكنه اليوم يقف صامتًا مكتفيًا ببيانات إدانة جوفاء باردة لا توقف رصاصة ولا تحمي طفلاً ولا شيخ من الموت و لا تردع القاتل
بيانات… بيانات… بيانات منسوجة وكان دماء السودانيين حبر على ورق تُسكب وتُنسي
إن صمت المجتمع الدولي أمام هذه المجازر يفضح ازدواجية المعايير التي باتت سمتَه الأبرز. فمن يحرّك وسائل الإعلام ويعقد والاجتماعات لموت ” قطة ” يتجاهل تمامًا أن هناك شعبًا يُباد في السودان، وأن هناك نساءً تُغتصب، وأطفالاً يُذبحون، ومدنًا تُمحى عن الوجود.
هذا الصمت لا يقتصر على المجتمع الدولي وحده، بل عدد من الدول العربية التي تربطنا بها وشائج الدين والاخوه آثرت الصمت
فيما تدعم دولة الإمارات ميليشيا الدعم السريع، بالسلاح والمال والغطاء السياسي،
هذا الدعم الذي يُترجم يومياً الى رصاص في صدور الأبرياء وإلى حرائق في القرى وإلى إستمرار مسلسل المجازر
إن هذه الجرائم لا يمكن أن تمر دون محاسبة، وعلى المجتمع الدولي أن يخرج من دائرة التواطؤ ، ويتخذ إجراءات قانونية حاسمة لوقف الدعم عن هذه الميليشيا، ومعاقبة كل من يساهم في تغذية آلة الحرب والمجازر، وعلى رأسهم الإمارات، التي يجب أن تُواجه بضغط دولي، دبلوماسي وقانوني، يُجبرها على وقف دعمها.
أرواح السودانيين ليست رخيصة، ودماؤهم ليست أقل قيمة من أي دم في هذا العالم.
وإن كانت مؤسسات المجتمع الدولي متواطئة، فإن التاريخ سيسجل هذا الصمت المخزي، وهذا التخاذل الإنساني، وستظل أصوات الضحايا تطارد كل من رأى وسكت، وعلم ولم يتحرّك.
لقد آن الأوان لكسر جدار الصمت، ورفع الصوت عاليًا كفى دعمًا للقتلة، كفى تجاهلاً لدماء الأبرياء، وكفى ازدواجية في المعايير. السودان يستحق أن يعيش، لا أن يُباد.
Source link