قنابل أوروبية في السودان: طريق المرتزقة من الإمارات إلى السودان (3/5)

في الجزء الثالث من تحقيق فريق تحرير مراقبون فرانس24 حول وجود قذائف هاون ذات منشأ أوروبي في السودان، سنلقي الضوء على رجال شاركوا في رحلة نقل هذه الذخائر. ويتعلق الأمر بمواطنين من كولومبيا عرضت وثائق هويتهم في مقاطع فيديو التقطت بالسودان. ومن بينهم، شخص يدعى كريستيان إل الذي يوثق رحلاته عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. وتزيد المناطق التي سافر إليها في ترجيح فرضية تورط الإمارات العربية المتحدة في نقل تلك الأسلحة أوروبية إلى السودان، في خرق لحظر تصدير الأسلحة إلى هذا البلد.
إعداد:
إلى جانب صور قذائف المدفعية البلغارية، عرض المقاتلون السودانيون في صفوف قوة الحماية المشتركة في مقاطع الفيديو التي قاموا بالتقاطها في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2024 وثائق هوية تعود إلى مواطنَين من كولومبيا. وأحدهما هو كريستيان إل، الذي وثق رحلته من قريته الأصلية في كولومبيا إلى غاية الحدود مع السودان. وتشير منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه سافر إلى الإمارات العربية المتحدة وليبيا ومن المرجح أن رحلته تندرج في سياق عقد لمقاتل متطوع.
إلى جانب صور قذائف المدفعية البلغارية، عرض المقاتلون السودانيون في صفوف قوة الحماية المشتركة في مقاطع الفيديو التي قاموا بالتقاطها في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2024 وثائق هوية تعود إلى مواطنَين من كولومبيا. وأحدهما هو كريستيان إل، الذي وثق رحلته من قريته الأصلية في كولومبيا إلى غاية الحدود مع السودان. وتشير منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه سافر إلى الإمارات العربية المتحدة وليبيا ومن المرجح أن رحلته تندرج في سياق عقد لمقاتل متطوع. © فرانس 24 – مراقبون
في الجزء الثاني من تحقيقنا، بفضل وثائق حصرية، تمكن فريق تحرير فرانس24 من التأكد من طرق نقل قذائف هاون إلى السودان عبر شركة إماراتية تدعى “إنترناشونال غولدن غروب” (International Golden Group)، وتعرف هذه الشركة بتورطها في عمليات تحويل أسلحة إلى شرق ليبيا لصالح قوات المشير خليفة حفتر الحليف الوثيق للإمارات العربية المتحدة
على الرغم أنه من الصعب تقفي أثر الجزء الأخير من رحلة قذائف هاون بلغارية الصنع في اتجاه السودان، فإن شيئا متوفرا في مقاطع الفيديو التي عرضت قذائف شركة دوناريت البلغارية Dunarit في الصحراء السودانية يمكن أن يساعد على معرفة تفاصيل أكثر عن هذه الرحلة: وتتمثل في وثائق شخصية تعود لرجلين كولومبيين هما كريستيان إل وميغال بي.
جوازا السفر الظاهران في مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون سودانيون في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2024 تكشف عن أن الأمر يتعلق بمواطنَين من كولومبيا والذي يبدو أنهما كانا موجودين على الأرجح في موكب العربات الذي حمل الأسلحة: وهما كريستيان إل وميغال بي.
جوازا السفر الظاهران في مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون سودانيون في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2024 تكشف عن أن الأمر يتعلق بمواطنَين من كولومبيا والذي يبدو أنهما كانا موجودين على الأرجح في موكب العربات الذي حمل الأسلحة: وهما كريستيان إل وميغال بي. © فرانس 24 – مراقبون
لا توجد إلا معلومات قليلة عن ميغال بي على وسائل التواصل الاجتماعي أما كريستيان إل فكان يوثق عبر حساباته يومياته بأدق تفاصيلها، وذلك عبر نشر صور لرحلاته وتمارينه الرياضية. ولم تعد هذه الصور متوفرة في الوقت الحاضر وكل حسابات كريستيان إل على منصات التواصل الاجتماعي إما حذفت أو بات من المستحيل الولوج إليها.
من كولومبيا إلى أبو ظبي مرورا بمطار شارل ديغول في باريس
في يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر، أشار الشاب المغروم بكمال الأجسام الذي ظهرت وثائق هويته في مقاطع فيديو تم التقاطها في السودان إلى أنه كان عسكريا سابقا في الجيش الكولومبي، ووثق رحلته الأولى من خلال التقاط صورة في مطار رواسي شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطت بعد بضعة أيام بأن كريستيان إل سافر من باريس إلى الإمارات العربية المتحدة. والتقط لنفسه صورا على شاطئ العاصمة أبو ظبي وهي المدينة نفسها التي يوجد بها مقر شركة إنترناشونال غولدن غروب International Golden Group، التي اشترت قذائف هاون بلغارية.
في يوم 5 تشرين الأول أكتوبر 2024، نشر كريستيان إل عدة صور في إحدى محطات مطار رواسي شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية باريس. وتشير منشورات أخرى إلى أنه استقل رحلة جوية من العاصمة الكولومبية بوغوتا إلى العاصمة الفرنسية. وتشير منشورات أخرى إلى أن العسكري السابق في الجيش الكولومبي استقل رحلة جوية أخرى من باريس إلى البلد الخليجي.
في يوم 5 تشرين الأول أكتوبر 2024، نشر كريستيان إل عدة صور في إحدى محطات مطار رواسي شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية باريس. وتشير منشورات أخرى إلى أنه استقل رحلة جوية من العاصمة الكولومبية بوغوتا إلى العاصمة الفرنسية. وتشير منشورات أخرى إلى أن العسكري السابق في الجيش الكولومبي استقل رحلة جوية أخرى من باريس إلى البلد الخليجي.
في يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أي قبل أربعة أيام من وقوع وثائقه الشخصية في أيدي المقاتلين السودانيين، نشر كريستيان آل آخر مقطع فيديو له. ونراه من خلال الصور بصدد عبور منطقة صحراوية وسط شمس ساطعة. ويبدو أنه التقط الصور في عربة أثناء السير.
في يوم 17 تشرين الثاني نوفمبر 2024، نشر كريستيان إل آخر منشوراته المعلومة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر حسابه في تطبيق تيك توك: ونراه من خلال الصور بصدد عبور منطقة صحراوية مع غروب الشمس والتقطت من نافذة عربة بصدد السيد. وبعد مرور أربعة أيام، تم تصوير وثائقه الشخصية من قبل مقاتلين سودانيين في صفوف القوات المشتركة.
في يوم 17 تشرين الثاني نوفمبر 2024، نشر كريستيان إل آخر منشوراته المعلومة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر حسابه في تطبيق تيك توك: ونراه من خلال الصور بصدد عبور منطقة صحراوية مع غروب الشمس والتقطت من نافذة عربة بصدد السيد. وبعد مرور أربعة أيام، تم تصوير وثائقه الشخصية من قبل مقاتلين سودانيين في صفوف القوات المشتركة. © تيك توك
لم يتم التقاط هذه الصور في الإمارات العربية المتحدة، إذ أن جواز سفر كريستيان إل الظاهرة في مقاطع الفيديو الملتقطة من قبل المقاتلين السودانيين يظهر ختم خروج من البلد الخليجي في يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر 2024. وهو ما يعني أن الرجل لم يقم إلا لبضعة أيام في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
في أحد مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون سودانيون في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2024، يمكن لنا أن نرى ختم خروج من الإمارات العربية المتحدة على جواز سفر كريستيان إلى في يوم 11 تشرين الأول أكتوبر أي بعد بضعة أيام فقط من نشره صور له في هذا البلاد. وهو ما يعني أنه لم يقم هناك سوى لبضعة أيام قبل أن يسافر إلى وجهة أخرى. وهو ما يعني بأن التسجيل المصور لم يلتقط في الإمارات العربية المتحدة.
في أحد مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون سودانيون في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2024، يمكن لنا أن نرى ختم خروج من الإمارات العربية المتحدة على جواز سفر كريستيان إلى في يوم 11 تشرين الأول أكتوبر أي بعد بضعة أيام فقط من نشره صور له في هذا البلاد. وهو ما يعني أنه لم يقم هناك سوى لبضعة أيام قبل أن يسافر إلى وجهة أخرى. وهو ما يعني بأن التسجيل المصور لم يلتقط في الإمارات العربية المتحدة. © فرانس 24 – مراقبون
مقطع فيديو أخير لكريستيان إل التقط على الحدود بين ليبيا والسودان
تمكن منصة التحقق من الأخبار الزائفة البريطانية بيلينغ كات Bellingcat من تحديد الإحداثيات الجغرافية لمكان التقاط فيديو كريستيان إل. وقد تم تصويره في ليبيا وبالتحديد في “الجوف” آخر بلدة ليبية في الطريق إلى الحدود مع السودان.
وهو ما يعني بأن كريستيان إل إن كان عند التقاط التسجيل المصور على الحدود الفاصلة بين ليبيا والسودان حيث وقعت وثائقه الشخصية بعد مرور ثلاثة أيام على هذا في يد مقاتلين سوادنيين من القوات المشتركة. وكان كريستيان إل مسافرا مع صناديق تحمل ذخائر بلغارية الصنع موجهة إلى قوات الدعم السريع، وفق رواية المقاتلين السودانيين الذين صوروا الشحنة في يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
علي ترايو هو مستشار ومفاوض لحساب “حركة تحرير السودان”، أكد لفريق تحرير مراقبون فرانس24 جزءا من هذه المعلومات، ويقول موضحا:
المرتزقة الكولومبيون تم القبض عليهم أو قتلهم على الحدود مع ليبيا، عندما كانوا يعبرون الصحراء. هؤلاء المرتزقة كانوا من الخبراء في الأسلحة، وجاؤوا إلى هناك لتدريب مقاتلي قوات الدعم السريع.
من جهتها، تحدثت مقالات نشرتها صحف كولومبية، على وسيلة الإعلام المتخصصة في التحقيقات لا سيلا فاسيا La Silla Vacia، عن تواصلها مع جنود كولومبيين خدموا في نفس الوحدات العسكرية لكريستيان إل. ووفق نفس الصحيفة، فإن أكثر من 300 من الجنود الكولومبيين السابقين سافروا إلى السودان لتقديم العون لقوات الدعم السريع، ومروا جميعا عبر الإمارات العربية المتحدة ومن ثم بنغازي في شرق ليبيا، حيث تكفل بهم مقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع. شرق ليبيا وبنغازي بالتحديد، حيث سارت مواكب شحنة الذخائر البلغارية هي مناطق واقعة تحت سيطرة نظام المشير خليفة حفتر، الحليف الوثيق مع الإمارات العربية المتحدة في المنطقة. ووفق مصادر تحدثت لوسائل الإعلام الكولومبية، فإن الهدف من هذه العملية كان جمع ما يصل إلى 1800 مرتزق كولومبي على أراضي السودان لتنفيذ مهام قتالية خطيرة.
“إن اكتشف القائمون بالأمر أن أحدا ما قد سرب معلومات، فإنهم كانوا يعطون أوامر بتصفية الحسابات معه في الصحراء” وفق ما كشفه أحد الجنود الكولومبيين رفض كشف هويته في تصريحات لصحيفة لا سيلا فاسيا المحلية.
شركات مرتبطة بالإمارات العربية المتحدة هي من تقف وراء عمليات المرتزقة
دائما، ووفق صحيفة لا سيلا فاسيا، فإن الجنود السابقين في الجيش الكولومبي تم انتدابهم من قبل شركة كولومبية تدعي “إيه 4 إس آي” “A4SI”. ويتولى إدارة هذا الشركة عسكري كولمبي سابق يعيش في دبي، ومتهم بإقامة علاقات مع شبكات المخدرات الكولومبية. كما من المرجح أنه وقع عقدا ثانيا مع شركة غلوبال سيكيرتي سيرفيس غروب Global Security Services Group الإماراتية.
وفق وثيقة داخلية من شركة “A4SI” تمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من الحصول عليها، طلبت شركة الأسلحة من الأشخاص الذين يترشحون للانضمام إليها تقديم معطيات شخصية دقيقة: إذ تم سؤالهم ما إذا كانوا قادرين على “حمل سلاح” أو ما إذا كانت لديهم “خبرة عسكرية” أو مكان وجود وشوم في أجسامهم. وتمنع معظم جيوش العالم وجود وشوم على أجسام مقاتليها أو تتثبت منها على الأقل. وتؤكد هذه المعطيات بأن شركة “A4SI” متخصصة في انتداب مقاتلين وأعوان أمن.
على استمارة “البيانات الشخصية” هذه التي طلبها شركة A4SI الإجابة عنها، يمكن لنا أن نتأكد بأن نوعية الأسئلة المطروحة تؤكد بأن الشركة الكولومبية متخصصة في انتداب مقاتلين متطوعين: إذ طلب من المرشح للانتداب ما إذا يعرف “التعامل مع السلاح” أو كانت له “تجربة عسكرية”. ورسم لتحديد مكان وشوم مفترضة على أجسامهم، وهي أسئلة عادة ما تطرح إلى الراغبين في الانضمام إلى قوة مسلحة.
على استمارة “البيانات الشخصية” هذه التي طلبها شركة A4SI الإجابة عنها، يمكن لنا أن نتأكد بأن نوعية الأسئلة المطروحة تؤكد بأن الشركة الكولومبية متخصصة في انتداب مقاتلين متطوعين: إذ طلب من المرشح للانتداب ما إذا يعرف “التعامل مع السلاح” أو كانت له “تجربة عسكرية”. ورسم لتحديد مكان وشوم مفترضة على أجسامهم، وهي أسئلة عادة ما تطرح إلى الراغبين في الانضمام إلى قوة مسلحة. © A4SI، فرانس 24 – مراقبون
ويكشف تحقيق صحيفة لا سيلا فاسيا الكولومبية بأن كريستيان إل لم يكن يمثل حالة معزولة: فقد شارك عدد كبير من العسكريين الكولومبيين السابقين مثله في القتال في ليبيا ومن ثَمَّ في السودان، عبر العمل لحساب شركتين، الأولى كولومبية والأخرى إماراتية. هؤلاء المرتزقة متورطون في نقل قنابل هاون بلغارية الصنع من ليبيا إلى السودان.
“هناك تحالف غير معلن بين نظام حفتر في ليبيا وقوات الدعم السريع في السودان”
بالنسبة إلى سليمان بلدو، الباحث السوداني ومؤسس مركز الدراسات “سودان ترانسبيراسي أند بوليسي تراكر Sudan Transparency and Policy Tracker”، فإن الموكب الذي نقل شحنة الذخائر يندرج في طريق معروف على نطاق واسع لتهريب الأسلحة لصالح قوات الدعم السريع ويضيف قائلا:
دعم نظام المشير الليبي خليفة حفتر لقوات الدعم السريع يسبق الحرب الأهلية في السودان. وهو تحالف غير معلن بين الطرفين وذلك لأن قوات الدعم السريع قدمت الدعم لقوات حفتر لفترة ما في الحرب الأهلية في ليبيا. وبعد ذلك، وبمثابة رد الجميل، أرسل المشير خليفة حفتر ذخائر وأسلحة ومواد نفطية لصالح قوات الدعم السريع والتي تصل إليها بشكل مستمر عبر قنوات التهريب من ليبيا. ولتأمين هذه المبادلات، لجأ حفتر بالخصوص إلى مليشيا إسلامية تدعى سبل السلام والتي تنشط حول مدينة الكفرة.
والكفرة هي واحة بالقرب من مدينة الجوف في جنوب شرق ليبيا. وهي المنطقة التي التقط فيها كريستيان إل آخر تسجيلاته المصورة قبل الهجوم على موكب شحنة الأسلحة الذي شارك فيه.
يمكن لنا أن نرى عبر هذه الخريطة الطريق التي سلكها المرتزقة الكولومبيون على غرار كريستيان إلى: ووفق تحقيق لصحيفة لا سيلا فاكيا الكولومبية: يحط هؤلاء المقاتلون الرحال في بنغازي أكبر مدن شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة قوات المشير خليفة حفتر. ومن ثم يتم نقلهم إلى السودان يربط بنغازي بمنطقتي الجوف والكفرة. والتقط كريستيان آخر تسجيلاته المصورة في شمال هذه المنطقة. ومن ثم يبدو أنه واصل طريقه في اتجاه المنطقة الحدودية الفاصلة بين السودان وليبيا (باللون البرتقالي)، حيث تم اعتراض موكبهم من قبل مقاتلين في صفوف القوات المشتركة السودانية.
يمكن لنا أن نرى عبر هذه الخريطة الطريق التي سلكها المرتزقة الكولومبيون على غرار كريستيان إلى: ووفق تحقيق لصحيفة لا سيلا فاكيا الكولومبية: يحط هؤلاء المقاتلون الرحال في بنغازي أكبر مدن شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة قوات المشير خليفة حفتر. ومن ثم يتم نقلهم إلى السودان يربط بنغازي بمنطقتي الجوف والكفرة. والتقط كريستيان آخر تسجيلاته المصورة في شمال هذه المنطقة. ومن ثم يبدو أنه واصل طريقه في اتجاه المنطقة الحدودية الفاصلة بين السودان وليبيا (باللون البرتقالي)، حيث تم اعتراض موكبهم من قبل مقاتلين في صفوف القوات المشتركة السودانية. © فرانس 24
بعد معرفة طريقة وصول الذخائر يتبقى السؤال التالي: ما المجال الذي ستستخدم فيه قذائف الهاون بعد وصولها إلى أرض السودان؟ تمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من جمع بعض الشهادات وتسجيلات مصورة التقطها مقاتلون وسكان في مناطق النزاع والتي تسمح بفهم الأثر المدمر لهذا النوع من الذخائر على المدنيين السودانيين. كما يظهر تحقيق فريق تحرير مراقبون فرانس24 أيضا بأن هذه قذائف الهاون بلغارية الصنع وصلت بالفعل إلى ساحات القتال في السودان.
على هذا المقطع المصور الذي التقطه مقاتل سوداني، يمكن لنا أن نرى مقاتلا آخر بصدد إطلاق قذيفة هاون من عيار 120 مم من تصنيع شركة دوناريت البلغارية: إذ نرى من خلال الصور الرقم 46 محاطا بدائرة، وهي شفرة تشير إلى ذخائر مصنعة من هذه الشركة.
بإمكانكم الاطلاع على باقي تفاصيل التحقيق في الجزء الرابع الذي سينشر غدا:
قنابل أوروبية في السودان: “عندما تسقط قنبلة هاون على سوق، فإنها تتسبب في وقوع قتلى” (4/5)
للقراءة لاحقا
بفضل المعلومات التي توجد في مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون من قوات الحماية المشتركة في يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 2021 (على اليسار)،
تمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من بدء تحقيق سمح بالتأmد من أن قذائف هاون التي نراها في الصور قد صنعت في بلغاريا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي من قبل شركة “دوناريت Dunarit” (على اليمين). هذا المقال هو الجزء الأول من تحقيق شامل من خمسة أجزاء.
قنابل أوروبية في السودان: قذائف بلغارية في قلب الصحراء (1/5)
تقارير مطولة
أفريقيا
تمكن فريق تحرير مراقبون فرانس 24 بفضل وثائق حصرية تحصل عليها من تقفي أثر قذائف مدفعية بلغارية الصنع عثر عليها في السودان. وفي بادئ الأمر، تم شراء هذا الأسلحة من قبل شركة إماراتية متخصصة في التسلح تدعى إنترناشونال غولدن غروب (إي سي جي) International Golden Group (IGG) المعروفة بقيامها عدة مرات بتحويل وجهة أسلحة إلى ليبيا. ونرى في هذه الصورة مديرها، فاضل الكعبي الذي التقط صورة بمناسبة بدء شراكة مع مؤسسة سافران Safran الفرنسية.
قنابل أوروبية في السودان: عقد إماراتي بخمسين مليون يورو
Source link