أخبار العالمأخبار محلية

نظم خارج المألوف – مريم الهندي – بين… روضه الحاج ومريم الهندي (بين السكينة والضجيج)

حيث قالت الاستاذة روضة الحاج ناظمة،،
هنا
لا يُضايقُني أيُّ شيءْ

يردُّ الجميعُ السلامَ
بأفضلَ منه
ويبتسمُ العابرونَ بوجهي
(ولا تقطعُ الكهرباءْ)!

هنا
لا يُضايقني أيُّ شيءٍ
تجي القطاراتُ في موعدٍ ثابتٍ
والمقاهى تُنادي عليَّ لأجلسَ
والباعةُ الجائلونَ
يُحيَّونني
إذ أعودُ إلى (نُزُلي)
إنَّه نصفُ بيتٍ صغيرٍ لأرملةٍ
وهي تصنعُ خبزاً شهياً
وتُذهلُني كلَّ يومٍ
بطعمِ الحساءْ

هنا لا يُضايقُني
أيُّ شيءٍ
ففي هذه الأرضِ
أرضٌ
وفوقي سماءٌ
ملوَّنةٌ
مثل تلك السماءْ

هنا أتسكَّعُ في شارعٍ
شُغلَ الناسُ فيه بأنفسِهم
يهرعونَ إلى ما يشاؤونَ
يبتسمونَ لأمثالِنا
ويمرون
جداً خفافاً
كأنسامِ هذا الشتاءْ

هنا
أتناولُ شاي الصباحِ
على شرفةٍ
تتسابقُ نحو الوصولِ إليها
ورودُ الحديقةِ في كلِّ يومٍ
وتلقي عليَّ تحيَّتَها
في المساءْ

هنا
في البلادِ الغريبةِ
دفءٌ
يُلامسُ قلبي
فسكَّانُها طيبونَ
ولم يسألوني
لماذا أقيمُ لديهم؟
ولا عيَّروني
بهذا الذي ليس يُخفى بوجهي
وأعني
المزيجَ الغريبَ من الحزنِ
والكبرياءْ!!

هنا في البلادِ الغريبةِ
ما يُشبهُ الأهلَ
ناسٌ لهم وجعٌ ربما
مثل أوجاعِ قلبي
لهم غصةٌ
مثل هذي التي
ما تزالُ بروحي
كأنَّ البكاءَ يزيدُ تشبثهَا بي
متى طبَّب الروحَ
هذا البكاء!؟

هنا
في البلادِ البعيدةِ
أُصغي لنفسي قليلاً
وأكتبُ
أكتبُ
في كلِّ شيءٍ
وعن كلِّ شيءٍ
بلا قلمٍ
وأُغنِّي
فأُدركُ أنّي أُجيد الغناءْ!

هنا
(سرعةُ النتِ) مذهلةٌ
والحياة مرتبة
مثل بيتٍ نظيفٍ
تعهَّده مولعٌ بالنقاءْ

تُحدِّثُني هذه النفسُ
أن أعتلي منبراً
وأُنادي على الناسِ
يا أيُّها الناسُ
لي وطنٌ
صدِّقوني
انا لستُ منبتةً
لستُ(مقطوعةً من شجرْ)!!
فلي (عزوةٌ)
لي رجالٌ أُقدِّرُهم
ونساءْ

لي قبورٌ هناك
أعزُّ على هذه الروحِ
من كلِّ ما في الحياةْ!!

هنا
لا يُضايقُني أيُّ شيء
ولكنَّني لا أكفُّ ولو ساعةً
عن حنيني
إلى شمسِه
أهلِه
نيلِه
والصباحاتِ فيه
المساءاتِ فيه
شوارِعه
كلِّ شيءٍ به
وطني
إنَّني
يستبدُّ بي الشوقُ
حدَّ العياءْ!

#روضة_الحاج
#السمراء_روضة_الحاج
حفظ الله السودان 🇸🇩 وأهله

فنظمت الاستاذة مريم الهندي قائلة،،،

🇸🇩هنا،،
كل شئ اجمل من جميل،،
هنا السودان،،
هنا الانسان،،
هنا امدرمان،،
وهنا ارض السلام،،
ومن هنا يبدأ التاريخ،،
وهنا كان الانسان ادم يوما،،
وهنا اصل الاشياء ومنبتها،،
هنا ارض السمر،،
ومن هنا تبدا الفضيلة،،
هنا ارض الكرم والمحنة،،
وهنا نحن قاعدون،،

ولكن يبدو ان روضتنا الغنا مولعه بالهدوء والسكينة وبمن لا يضايقونها هناك او بالاحرى بمن لايكترسون لها ولامرها بالتاكيد هذا شانها ففي تلك البلاد العجيبه الكل منشغلا بنفسه او قد يكونو في دواخلهم يعلمون انها غريبه ولاحاجة لهم بان ينشغلو بما لايعنيهم فعادة في مخيلتهن ان هؤلاء الوافدون مثقلون بالتحديات التي اخرجتهم عن بلادهم…وهذا لايعنيهم
ولكنها نسيت في سردها الطويل الجميل عنهم ان تشعر ان بلادنا تتمتع بالدفئ والتحنان رغم الالام التي كان هؤلاء المولعون بهم و بارضهم في الاصل حكوماتهم هي من تقف خلف زعزعة استقرارها وامنها وطمانينتها التي اخرجتها وانستها معنى الضجيج لعلها لاتدري او تدري ولاتريد ان تدري واكتفت بسرد مظاهرهم المرتبه الهادئة
فبلادنا رغم ماينقصها من كل ماذكرتي ياروضتي الغناء هي جنة الدنيا وما فيها لانستطيع ان نشعر خارجها بالامن والسلام بلادنا هي الام لانستطيع ان نتنسم عبير ام غيرها فاي ارض غيرها واي سماء غيرها لاتشعرنا بالامان لايهمنا كثيرا الترتيب والتهذيب الشكلي للمظاهر العامه فنحن في السودان دوما تعطر سمائنا روائح البخور والمواسم المعطره بعبق الاهازيج المقدسه
نستريح ونستكين لزخمنا وعطرنا الذي يفضح كرمنا الفياض
ابوابنا المشرعة في كل وقت وحين وبعض البيوت لاباب لها اصلا من كثرت زائريها وزوارنا الذين مافتؤ يطوفون علينا كغلمان الجنان
تضج دوما مضاجعنا بهم
بيوتنا ظلت تان بالكرم من فيض ماوسعت من جميل الصلاة واذا انقطع المدد تحن لهم لاتستطيع في بلادنا ان تنام من فيض المودة والتحنان تشتكي لاباس ولكن حينما ينفض سامروك تعود وتشتهي ذاك الضجيج وتلك السلوى
في بلادي لاتجوع ولاتعرى في بلادي لاتظمأ ولاتستكين لانك دوما في حالة زحام
ماحاجتنا للهدوء وللترتيب اذا فتلك اشياء نراها بخيلة واحيانا رزيله هدوء يعني انك وحيد ونحن قوم نهوى الضجيج
لا ادري هنالك الكثير الذي لم اسرده فانا لست شاعره بل هاوية ومغرمة بهذه البلاد تهوانا ونهواها نتنفسها وتتنفسنا لانفارقها ولاتفارقنا نلاحقها وتلاحقنا نحلم بها وتحلم بنا تحملنا على ظهرها ونحملها بين جوانحنا لذا نفشل ان نفارقها لنستشعر نبض ارض غيرها
لم نجرب ان نحب يوما ارضا غيرها
لذا لا اعلم كيف يكون طعم ذاك الهدوء اوتلك التراتيب التي ستشعرني بالدفأ !!ف كل وقت وكل شأن وحال يشعرني باني غريب ولوفي بيتي لا اعده سيكون مريح
ففي بلدي اذا لم يطرق بابي يومين فقط احد اخرج واطرق على باب الجيران وعادتا اجده مفتوووح فادخل دون ان اطرقه لاجد الضجيج واحيانا هجيج يخالطه عبق البخور والعطور ممزوج برائحه البن فتنتزعني تلك الهبات من ذلك الصمت اللئيم
فماحاجتي للهدوء وللترتيب
اذا،،،،
نحن هنا، ماحاجتنا بمن هم هناك وحياتهم
لست ادري!!!
# مريم الهندي
13/ابريل/2025


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى