أخبار العالمأخبار محلية

ترامب والرسوم الجمركية: هل تعيد أمريكا عظمتها أم تثير أزمات اقتصادية عالمية؟

بقلم : الدكتور عبده داؤد سليمان

جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة على خلفية خطاب شعبوي مشحون بالعواطف السياسية والآمال الاقتصادية للشعب الأمريكي. فقد انتشر شعار “أمريكا عظيمة مرة أخرى” (Make America Great Again) في كل مكان، مدعوماً بموجة تصويت غير مسبوقة أدت إلى سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي الشيوخ والنواب، مما مهد الطريق لإصلاحات سياسية واقتصادية تهدف إلى تحقيق تطلعات الشعب الأمريكي.

لكن هذا الشأن الداخلي الأمريكي لا يمكن فصله عن الاقتصاد العالمي، نظرًا لاعتبارين رئيسيين:
1. الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي على مدار القرنين الماضيين.
2. ارتباط الدولار بتسويات التجارة والتبادل العالمي، مما يجعل أي تدابير داخلية تتخذها الولايات المتحدة ذات انعكاسات عالمية.

ماهي المشكلات الرئيسية للاقتصاد الأمريكي:
1. عجز الموازنة يعاني الاقتصاد الأمريكي من عجز في الموازنة يبلغ 33 تريليون دولار، بينما يصل حجم الناتج المحلي الإجمالي إلى 27.7 تريليون دولار.
2. العجز التجاري: بلغ العجز التجاري للولايات المتحدة بنهاية عام 2023 حوالي 1.1 تريليون دولار لصالح الواردات.
3. تراجع القطاع الصناعي: انخفضت مساهمة الصناعات المحلية في الناتج المحلي الإجمالي من 50% قبل خمسة عقود إلى 10% حاليًا، مع ثبات قيمة المساهمة تقريبًا.

استلهم ترامب أفكاره لمعالجة هذه المشكلات من أفكار الاقتصادين ادناه

1. آرثر لافر: مبتكر “منحنى لافر” الذي يوضح العلاقة العكسية بين معدل الضريبة وحصيلتها. رغم أنه لم يكن ضمن فريق ترامب المباشر، إلا أن أفكاره ألهمت سياسات اداره ترامب الاقتصادية.
2.بيتر نافارو: اقتصادي مرموق وأستاذ في جامعة كاليفورنيا، ومهندس سياسات التجارة الخارجية لترامب.
3. ويلبر روس: وزير الخزانة في إدارة ترامب، وهو رجل أعمال ومستثمر متخصص في إعادة هيكلة الشركات المفلسة، وله دور بارز في تشجيع ترامب على تبني هذه السياسات.
4. روبرت لايتهايزر: الممثل التجاري السابق للولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية ، الذي ساهم في صياغة اتفاقيات التجارة الدولية وتفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة.
5. دانييل دي مارتينو بوث: خبيرة اقتصادية ومستشارة غير رسمية، قدمت توصيات لتشديد القيود على الواردات الصينية، خاصة في القطاعات المرتبطة بالأمن القومي.
6. هوارد لوتنيك: وزير التجارة في عهد ترامب، الذي دافع بشدة عن سياسات الرسوم الجمركية رغم الجدل حول تأثيرها على التضخم والأسواق.

السياسات الاقتصادية لترامب:
– خفض عجز الموازنة: ركزت سياسات ترامب على تقليل العجز من خلال إصلاحات تشرف عليها وزارة كفاءة الحكومة بقيادة إيلون ماسك.
– التعامل مع العجز التجاري: فرض ترامب رسومًا جمركية على جميع دول العالم، وهو محور هذا المقال.
– تحفيز القطاع الصناعي: اعتمد على سياسات خفض الضرائب والحماية التجارية لدعم الصناعات المحلية.

بهذه السياسات، سعى ترامب إلى تحقيق رؤيته الاقتصادية، لكن تأثيراتها على الاقتصاد العالمي تظل محل جدل واسع. وبينما تستمر هذه السياسات في تشكيل المشهد الاقتصادي، يبقى السؤال حول تداعياتها على الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة. في المقال القادم، سنستعرض تأثير هذه الرسوم على كندا والمكسيك، باعتبارهما الجارين القريبين وجزءاً أساسياً من شبكة التجارة الأمريكية.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى