صوت الحق – الصديق النعيم موسى – تشكيل الحكومة: لماذا التردد يا مجلس السيادة؟


برغم الدور المشرّف للقوات المسلحة السودانية في دحر التمرد، إلاّ أنَّ الدور الحكومي ضعيف جداً في قيادة جهاز الدوله التنفيذي، فكانت المفارقة واضحة إنتصارات على أرض الميدان وفشل في تسيير المرحلة بالصُورة المطلوبة وهو مازكان يستدعي تشكيل ( حكومة حرب ) بصورة عاجلة جداً ولكن، ونقف قليلاً في لكن هذه لعلّنا نحاول جاهدين معرفة الأسباب التي منعت إعلان حكومة داعمة لموجّهات الدولة وعلى التوازي تقف سنداً للقوات المسلحة فلكليهما دور بارز في حسم التمرد. وبنظرة عامة إتفق السودانيون على فشل الحكومة التنفيذية وهذا الفشل لا يمكن تجاوزه لأي حالٍ من الأحوال، ولقد كتبنا منذ بداية التمرد أهمية تشكيل حكومة تُراعي لمصلحة الدولة وتعمل على إستغلال علاقات السودان في تحييد الدول حتى لا تفتح أبوابها للمتمردين وفي هذا الأمر يمكن إستخدام كل الطُرق سياسية كانت أو غيرها.
فشل الحكومة الحالية يعرفه الصغير قبل الكبير فهو لا يحتاج إلى خبير أو إستراتيجي وإنما مُشاهد في تفاصيل حياتنا اليومية ( السياسية – الإقتصادية ) أجمع الشعب على ضرورة إعلان حكومة جديدة وتحدث الرئيس ونائبه عن قُرب تشكيلها وإعلان رئيس وزراء مستقل وللأسف هذه التصريحات لم تُراوح مكانها، ظلّت أسيرة داخل المجلس السيادي يتم إستخدامها بين الحين والآخر.
تأخير تشكيل الحكومة يعكس حالة الضعف وإتخاذ القرار في جهاز الدولة، هذا الأمر يعكس حالة التردد والخوف وهو السؤال الذي لم نجد له إجابة حتى الآن، لماذا هذا التردد؟ هل هو الخوف من المجتمع الدولي؟ أم تقاسم للثروة والسُلطة عقب إنتهاء الحرب؟ أياً كانت الأسباب التي تؤخّر عملية تعيين رئيس وزراء إلاّ أنه يخدم أجندة المليشيات فقط. فحالة السكون هذه لن تخدم الشعب السوداني بل تؤثّر عليه سلباً، وهو ما حدث فعلياً من الجهاز التنفيذي الذي إتسم بالتشتُت والضعف وأصبح صامتاً في وقتٍ وكأنَّ الحرب في دولة أُخرى.
طوابير الخدمة المدنية مقالنا القادم بمشيئة الله.
Source link