صوت الحق – الصديق النعيم موسى – الدور الريادي لجهاز الأمن والمخابرات في حرب الكرامة!!


أذكر جيداً ذلك اليوم الذي كنت فيه جلوس بعد دقائق فقط من تمرد الإرهابي حميدتي وغدره بقائد الجيش والمواطنين في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، جلست إلى الشاشة أتابع المشهد السوداني في بعض القنوات الفضائية وقع نظري إلى إعلان جهاز الأمن والمخابرات وإعلانها المباشر بتمرد حميدتي وخروجه على الدولة السودانية ومؤسساتها الرسمية. وهذا الإعلان الصادر من رئاسة المخابرات العامة يعكس التوافق والتماسك الذي شهدته المؤسسة العسكرية؛ هذا الأمر لم يعجب الكثيرين وبدأت حملة منظمة تغتال الجهاز في شخص مديره العام الذي أُتهِم كثيراً وهي حملة مقصودة من حميدتي وأعوانه من مجرمي الحرية والتغيير المجلس المركزي وأدواتهم في الإعلام الذي ظلَّ يبث سمومه في الفضاء الإعلامي وبرغم إمتلاكهم كل الأدوات العسكرية والمالية والإعلامية إلاّ أنهم فشلوا في السيطرة على السُلطة وفشلوا في تشويه شخصية مدير المخابرات العامة الفريق أول مفضّل ولقد أثبت إنه إسماً على مُسمّى.
لقد كانت وما زالت رئاسة جهاز المخابرات العامة مديراً وهيئة قيادة وضُباط وضُباط صفٍ وجنود نعم السند للقوات المسلّحة في ميدان المعركة بتقديمهم لمئات الشُهداء وعشرات الجرحى والمصابين، فظلّت قلعتهم صامدة أمام أوباش حميدتي الإرهابيه وتصدوا لجميع هجماتهم وحافظوا على موقعهم الإستراتيجيي في موقف شندي مما ساهم في ثبات سلاح الإشارة، إنها شجاعة متفرّدةٍ لشجعان لم يهنوا ولم يستكينوا فلبّوا نداء الوطن والعرِض إيادي تحمل السلاح وأُخرى تنجح بالقلم والفكر فظهر الدور الريادي لجهاز المخابرات العامة ومساهمته الفاعلة في التصدّي لمؤامرة حميدتي الذي أُستُخدِم كأداة من قبل دويلة الشر.
هنالك أدوار خفية لجهاز المخابرات العامة ساعدت بشكل كبير في منع إنزلاق البلاد في يد التمرد الذي خَطّطَ للإنقضاض على الدولة وإعتقد الإرهابي حميدتي وشقيقه بأنهم سيقضون على المؤسسة العسكرية، فكان عداءه ظاهراً لسلاح المدرعات وهيئة العمليات التي إجتهد في تشريد شبابها ولعلم دقلو أخوان بقوة وصلابة الهيئة إستغل الأجواء في ذلك الوقت وبتخطيطٍ كبير من بعض مستشاريه عمل على حل هيئة العمليات ولسذاجته عَرض عليهم الإنضمام لقواته، فرفضوا ذلك وتم توزيعهم في إدارات الجهاز وآخرين ذهبوا لسبيلهم. ولقد كتبت حينها أنَّ حل الهيئة خطأ وقع فيه النظام الجديد، فهذه القوات تم تدريبها جيداً وصرفت فيها الدولة مبالغ طائلة فلماذا يتم حلها بهذه الطريقه؟
ما إن تمرد المجرم حميدتي فعاد ضُباط وجنود الهيئة وسلّموا أنفسهم لقيادة المخابرات العامة في مظهرٍ يعكس حبهم لعملهم، جاءوا جماعاتٍ وأفرادا، ورسموا لوحة الفداء والتضحية حقاً، ورفقاءهم يحملون القلم يُخطِّطون جيداً لمجابهة التهديد الخارجي ولقد نجح الجهاز في تحييد كثير من الدول وهو الدور الخفي الذي ظهرت إنعكاساته جلياً على أرض المعركه.
Source link