الطاهر ساتي يكتب : السودان لن يجوع ..(2)

:: برنامج الأغذية العالمي ( WFP )، أكبر منظمة دولية لمكافحة الجوع..بعد عام ونصف العام من الحرب، قالت المنظمة في ذات تقرير بأن السودان يشهد مجاعة ليس لها مثيل في العالم ..وبعد ثلاثة أشهر من تقريرها، قدمت ذات المنظمة لحكومة السودان طلباً ليس لغرابته مثيلاً في العالم ..!!
:: طلب المنظمة كان توسلاً لحكومة السودان بأن تبيع لها ( 5 آلاف طن) من الذرة، لصالح دولة جنوب السودان التي تمر بأزمة غذائية حادة منذ حرب مليشيا آل دقلو بالسودان.. تأملوا التناقض في أقبح صوره .. تقرير بالمجاعة ثم طلب غذاء من ذات الدولة التي بها مجاعة..!!
:: وهنا سألت حكومة السودان، ممثلة في المسؤولين بوزارتي المالية والزراعة، المنظمة : ( نحن جوعى حسب تقريركم، فكيف لجائع بأن يطعم جائعاً؟)، و لم يجدوا إجابة من المنظمة غير الصمت الخجول مع الندم على تقريرها الكاذب، والمراد به جذب أموال المانحين ..!!
:: وافقت الحكومة على أن تبيع للمنظمة الكمية المطلوبة، ليس طمعاً في مالها، ولكن مُراعاة لحق الجوار رغم تعاون مرتزقة الإمارات الجُدد بحكومة سلفاكير مع مليشيا آل دقلو.. هم يعلمون بأن قوت يومهم يُزرع في أرض السودان، وأن شريان حياتهم يُمر بذات الأرض، فليحذروا غضب الحليم ..!!
:: المهم .. بعد الموافقة، وجه وزير الزراعة المنظمة بشراء الكمية المطلوبة من الجوهرة، التواصل، مهلة، عشم باكر، تماذج الصمود وعباد الرحمن، وهي جمعيات بالقضارف، و غالبيتها جمعيات نسائية.. وإمتثلت المنظمة للتوجيه واشترت الذرة من هذه الجمعيات بسعر الطن ( ٨٥٠ دولار )..!!
:: تأملوا مرة أخرى .. تزعم المنظمة أن في بلادنا مجاعة، ثم تشتري من بلادنا ذاتها الغذاء لصالح دولة جارة، و تشتري ممن ؟.. من جمعيات قاعدية، وأكثرها نسائية..وتحديد وزير الزراعة لتلك الجمعيات، وخاصة النسائية، بمثابة رسالة مفادها : لن يجوع وطناً ميارمه وكنداكاته في الحقول ..!!
:: ويبقى السؤال، رغم الحرب، و رغم تخريب و نهب المليشيا للمشاريع بالجزيرة و سنار، ورغم خروج مساحات واسعة من دائرة الانتاج بدارفور وكردفان، رغم كل هذا، كيف نجحت بلادنا أن تنتج ما يكفي ويُفيض من الدُخن والذرة (٦.٧ مليون طن )؟.. كيف؟..بتوفيق من الله، ثم جهد المخلصين في محاور القتال بالإنتاج..!!
:: ثم السؤال، رغم الحرب، و تدمير ونهب مليشيا آل دقلو لمشاريع الجزيرة وسنار، ورغم خروج مساحات من دائرة الانتاج بالشمالية ونهر النيل عقب تعطيل مسيّرات الإمارات – المنطلقة من مطارات تشاد – لمحطات الكهرباء، كيف نجحت بلادنا أن تنتج من القمح ما يعادل ( ٥٠ ٪) من الاستهلاك في هذا الموسم؟..كيف ؟.. بتوفيق من الله ثم عزم فرسان معارك الانتاج ..!!
Source link